سوريا

تركيا مستمرة بترحيل السوريين قسراً الى بلادهم… ومراقبون يحذرون من خطورة الوضع على حياتهم

أعلن رئيس بلدية إسينيورت في إسطنبول، دنيز بوزكورت، عودة 28 سورياً، بينهم 12 طفلاً، من تركيا إلى مناطق شمال غرب سوريا، مشيراً إلى أن عدد السوريين الذين عادوا طوعاً في إطار المشروع الذي بدأ عام 2018، وصل إلى 3400 سوري، علما الذين يتم ترحيلهم لديهم بطاقة الحماية المؤقتة كمليك إلا أنه يتم ترحيلهم بحجة مخالفة في إذن السفر من ولاية لأخرى، مشيرين بأنه لولا خطاب الكـراهية والعنصرية التي يتعرض لها السوريون في تركيا لما وصل بهم الحال إلى تشكيل قافلة جماعية للهروب منها نحو الدول الأوروبية.

وكان الرئيس التركي اعلن في شهر أيار الفائت عن خطة لاعادة مليون لاجىء سوري من تركيا نحو شمال سوريا، وترحل السلطات التركية الاف اللاجئين السوريين سنويا، وتمنع عبور اي لاجىء جديد نحو اراضيها من خلال جدار تم تشييده على الحدود معزز بحراسة امنية مشددة تستخدم القنص لاستهداف اللاجئين الذي يحاولون عبور الاراضي السورية نحو تركيا.

فيما يتأهب آلاف اللاجئين السوريين في تركيا لموجة هجرة جماعية نحو أوروبا، ضمن حملة أطلقوا عليها اسم «قافلة النور»، وسط صمت تركي رسمي، وتأهب أوروبي ورفض للأمم المتحدة، على خلفية المضايقات التي يتعرضون لها بشكل متكرر من قبل الشارع التركي وخوفاً من ترحيلهم الى سوريا بشكل قسري.

إلا أن الدول الأوروبية لن تسمح بوصول موجات لجوء جديدة، لأنها لم تعد قادرة على استيعاب المزيد من اللاجئين، وخاصة بعد أزمة اللجوء الأوكراني.

فيما حذّرت المفوضية السامية لحقوق الإنسان في تركيا اللاجئين السوريين من الاستجابة للدعوات الرامية للمشاركة في قافلة جماعية منظمة تعتزم اجتياز الحدود التركية-الأوروبية بشكل غير قانوني، مشددة على أنها لا تدعم ولا تشجع المشاركة بمثل تلك القوافل، فتلك الطرق سواء عبر البر أو البحر، يمكن أن تؤدي إلى “نتائج خطيرة” تصل إلى الاعتقال والاحتجاز وحتى الموت.

أما على الحدود التركية-السورية، ففشلت أول دعوة للتجمع عند معبر باب الهوى شمال إدلب، عندما هاجم عناصر الأمن التابعة لهيئة تحرير الشام تجمعاً أطلق عليه مشرفوه “قافلة السلام”، ويستهدف الخروج من مناطق الفصائل المعارضة شمالاً عبر تركيا والالتقاء بقافلة النور عند الحدود التركية-الأوروبية.

ويرى مراقبين أن ترحيل السوريين بشكل قسري من تركيا الى سوريا أمر خطير جدا اولها إحداث تغيير ديمغرافي في تلك المناطق، إضافة لتحول تلك المناطق الى منطقة لإندلاع الحروب الأهلية، حيث ستضم سكان من مناطق عدة من سوريا بعد ان تم استبعاد السكان الأصليين منهم.

فيما أوضح معارض سوري، لموقع فوكس برس “أن إجبار السلطات التركية اللاجئين السوريين المرحلين للمصالحة مع الحكومة السورية، يشكل خطراً على حياة هؤلاء اللاجئين، وقد تم توثيق الموت تحت التعذيب والاعتقال والسجن لعدد ممن أجروا التسوية والمصالحة مع الأجهزة الأمنية للحكومة السورية.

مضيفاً في حديثه الى توثيقهم لحالة أحد المدنيين الذي هو من بين العشرات الآخرين الذين تلقوا المصير نفسه، بالقول” تعرض الشاب محمد درباس وهو من مدينة حلب، حيث اضطر للعودة من تركيا بسبب ضيق الأحوال المعيشية وبعد عشرة أيام فقط من وصوله الى بيته، أخبره أحد اﻷشخاص بأنّ عليه مراجعة فر.عٍ اﻷمن، في الوقت الذي يرغب به، من أجل التوقيع على إفادة”.

وأوضح” أن الشاب درباس ذهب بناءً على وعد بأن زيارته ستستغرق فقط نصف ساعة، لكنّه عاد بعد عشرة أيام إلى زوجته وأولاده جثّـ.ـةً ها.مدةً، في كيس بلاستيكيّ أسود من الأكياس المخصصة لسلّات المهملات، وادعت الأجهزة الأمنية أنه تُوفّي بـنوبة قلبية، لكنّ آثار التـ.ـعذيب الوحـ.ـشي كانت ظاهرة عليها وفقاً لأحد المقربين إليه.

مشاركة المقال عبر