حذرت منظمة الصحة العالمية من “تهديد خـ*ـطير في سوريا والمنطقة” يتمثل بتفشي وباء الكوليرا في عدة مناطق بالبلاد، بعد الإعلان منذ نهاية الأسبوع الماضي عن تسجيل إصابات في محافظات عدة، للمرة الأولى منذ العام 2009.
وأحصت وزارة الصحة في الحكومة السورية الاثنين وفاة شخصين، إضافة إلى 26 إصابة مثبتة، غالبيتها الساحقة في محافظة حلب، بعدما كانت الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا أفادت السبت بتسجيلها ثلاث وفيات و”إصابات” في مناطق الرقة والريف الغربي لدير الزور.
وقال عمران رضا، المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية لسوريا، في بيان، إن تفشي وباء الكوليرا في عدة مناطق بالبلاد يمثل “تهديدا خـ*ـطيرا في سوريا والمنطقة”، داعيا إلى استجابة عاجلة لاحتواء انتشاره.
وأضاف أنه يعتقد أن تفشي المرض مرتبط بري المحاصيل باستخدام مياه ملوثة وشرب مياه غير آمنة من نهر الفرات.
ويشار أن تركيا لجأت منذ مطلع عام 2021 إلى تقليل الوارد المائي عبر الفرات إلى أقل من 200 متر مكعب في الثانية عوضاً عن 500 متر مكعب المتفق عليه مع الحكومة السورية، كما قطعت مياه محطة علوك في رأس العين عن نحو مليون نسمة يعيشون في الحسكة وريفها منذ أكثر من شهر بشكل كلي.
وقال ريتشارد برينان، مدير الطوارئ الإقليمي لشرق المتوسط في منظمة الصحة العالمية، إن المنظمة سجلت ثماني وفيات بسبب المرض منذ الخامس والعشرين من أغسطس، منها ست حالات في حلب بالشمال واثنتان في دير الزور بالشرق.
وأضاف في تصريحات لوكالة “رويترز”، “هذا أول تفش مؤكد للكوليرا في السنوات الأخيرة… الانتشار الجغرافي يثير القلق، لذا علينا التحرك سريعا”.
وتتركز الإصابات في شمال حلب، حيث تم تسجيل أكثر من 70 في المئة من إجمالي 936 حالة مشتبها بها، ودير الزور، حيث تم تسجيل أكثر من 20 في المئة.
وشهدت الرقة والحسكة وحماة واللاذقية عددا أقل من الحالات المشتبه بها.
وبلغ عدد حالات الكوليرا المؤكدة 20 حالة في حلب وأربع حالات في اللاذقية واثنتين في دمشق.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن قبل انتشار الكوليرا في الآونة الأخيرة، تسببت أزمة المياه في زيادة أمراض مثل الإسهال وسوء التغذية والأمراض الجلدية في المنطقة.
وقال برينان إن منظمة الصحة العالمية تناشد المانحين زيادة التمويل، لأنها كانت تتعامل بالفعل مع عدد من حالات انتشار الكوليرا في المنطقة، بما في ذلك في باكستان، حيث أدت الفيضانات إلى تفاقم تفش سابق.
وسجّلت سوريا عامي 2008 و2009 آخر موجات تفشي المرض في محافظتي دير الزور والرقة، وفق منظمة الصحة العالمية.
ويظهر مرض الكوليرا عادة في مناطق سكنية تعاني شحا في مياه الشرب أو تنعدم فيها شبكات الصرف الصحي. وغالبا ما يكون سببه تناول أطعمة أو مياه ملوثة، ويؤدي إلى الإصابة بإسهال وتقيؤ.
ويصيب المرض سنويا بين 1.3 مليون وأربعة ملايين شخص في العالم، ويؤدي إلى وفاة ما بين 21 ألفا و143 ألف شخص.