تفرض الفرقة الرابعة التابعة لقوات الحكومة السورية منذ مطلع آب حصاراً تمنع من خلاله دخول المواد الغذائية والمحروقات مما أدى إلى انقطاع الكهرباء عن تلك المناطق، والأهم في ذلك منعها دخول الأدوية إلى حيي الشيخ مقصود والأِشرفية ومناطق الشهباء، تزامنت مع تعمد مؤسسة المياه الحكومية في تل رفعت الى تخفيض ساعات ضخ مياه الشرب على البلدة من 4 ساعات إلى 1 ساعة، كل هذا يأتي في ظل سياسة التقارب بين أنقرة ودمشق.
وشدد عناصر “الفرقة الرابعة” التابعة لقوات الحكومة السورية الحصار على حيي الشيخ مقصود والأشرفية بمدينة حلب وأغلقوا جميع الطرق المؤدية إليهما، ومنعوا دخول المحروقات والمواد الأساسية وحتى الأدوية إليهما.
هذه الإجراءات بحسب نائب الرئاسة المشتركة للمجلس العام لأحياء الشيخ مقصود والأشرفية، مرعي الشبلي، ليست بالجديدة، بل تتكرر في التوقيت نفسه من كل عام، وهي سلسلة متكاملة لسياسة تجويع تنتهجها الحكومة السورية.
وتمثل الحصار بالانقطاع التام للكهرباء بسبب توقف المولدات التي تعمل على الديزل (المازوت)، حي ارتفع سعر لتر المازوت ليصل إلى 6000 ل.س للتر الواحد، مع تأكيدات من قبل التجار بأن السعر سيرتفع إذا استمر إغلاق الطرق، ليصل إلى 8000 ل.س في الأيام القليلة القادمة.
وتعتبر الكهرباء إلى جانب الماء والخبز والغاز مواداً أساسية لا يمكن الاستغناء عنها لتسيير الأمور الحياتية للسكان، فمنذ 72 ساعة من الانقطاع أدى بالمجمل إلى توقف مجموعه 500 منشأة خاصة لصناعة الألبسة الجاهزة والتي يعمل فيها مئات العمال من مختلف الاختصاصات لتأمين قوتهم اليومي.
واستمرار الحصار المفروض على أحياء الشيخ مقصود والأشرفية ومناطق الشهباء، حملت معها مخاطر حدوث توقف إمداد المشفى الوحيد في الحي بالكهرباء ما يعرض حياة عشرات المرضى للخطر، حيث تكاد تنفذ مخزونات الأدوية من الصيدليات ونفاذ أسطوانات الإنعاش الصناعي، الأمر الذي أكدته ممرضة من قسم الإنعاش بمشفى الشهيد “خالد فجر “في حي الشيخ مقصود أن “المشفى مقبل على كارثة حقيقية، أسطوانات الأوكسجين على وشك النفاذ”.
ويشير الإداريين في حيي الشيخ مقصود والأشرفية وأيضاً مناطق الشهباء أن الحصار سوف يتسبب بتوقف الأفران في الأيام القليلة القادمة في حال عدم فتح الطرق.
فيما شهدت عدة قرى في الشهباء انقطاع للكهرباء، في حين قلصت مؤسسة المياه الحكومية عدد ساعات ضخ مياه الشرب على بلدة رفعت من 4 ساعات الى ساعة واحدة فقط.