مرة أخرى يعود المجلس الوطني الكوردي في سوريا إلى الواجهة، نتيجة الخلافات التي تحصل في أروقته، ومحاولة بعض الأحزاب السيطرة على المجلس خدمةً لأهداف حزبية، وهذا ما دفع بعض الأحزاب التي تقدمت بطلب عضوية المجلس إلى الانسحاب قبل الانضمام.
يمر المجلس الوطني الكوردي في سوريا، بمرحلة أشبه بالموت السريري، فهو بعيد كل البعد عن كل ما يجري في سوريا بشكل عام والمناطق الكوردية بشكل خاص سواء مناطق الإدارة الذاتية أو المناطق التي تسيطر عليها تركيا والفصائل الموالية لها، مروراً بتأخر انعقاد مؤتمره الرابع ووصولاً إلى سعي بعض الأطراف للسيطرة على المجلس عبر ترشيح الحزبيين على أنهم مستقلين وإقصاء هذا المكون الأساسي من المجلس.
فالخلافات تعصف بالمجلس، من ناحية الخلافات بين أعضاء الداخل والخارج فيما يخص الأوضاع التي تعيشها المناطق الكوردية في سوريا وتصريحات أعضاء الخارج التي تغازل تركيا والائتلاف السوري وفصائله التي يعتبر المجلس عضواً فيه على حساب الشعب الكوردي وحتى قيادات المجلس التي تتعرض للاعتقال والإهانة من قبل الفصائل.
وتمتد هذه الخلافات لتصل إلى عدم التوافق على موعد لعقد المؤتمر الرابع للمجلس، إذ من شأن عقد المؤتمر حصول تغيرات في هيكلية المجلس وبالتالي تغيرات على مستوى التمثيل في الائتلاف وما يدره على الأعضاء فيه والمتواجدين في تركيا من أموال يتم وضعها في حساباتهم الشخصية وتبقى أحزابهم محرومة منها.
وفي هذا السياق، قالت مصادر مقربة من المجلس الوطني الكوردي، أن بعض الأحزاب الكوردية تقدمت بطلب عضوية المجلس، وقدمت طلباتها بشكل رسمي إلى إدارة المجلس، ولكن المجلس تأخر كثيراً في البت فيها.
إذ وضعت طلبات العضوية في دروج إدارة المجلس، وهذا ما دفع تلك الأحزاب بحسب المصادر المقربة من المجلس، إلى سحب طلباتها.
وربطت المصادر التأخر في البت بطلبات تلك الأحزاب، إلى سيطرة المصالح الحزبية على قرارات المجلس، إذ تعرقل بعض أحزاب المجلس انضمام أحزاب جديدة، لأنها وفق المصادر ستؤثر على نسبة تمثيل تلك الأحزاب وتقلل من مقاعدها في وقت تسعى إلى زيادة عدد مقاعدها على حساب المستقلين أيضاً.
والملفت أن رئيس تيار الحرية الكوردستاني “سيامند حاجو” تحدث مؤخراً لإحدى القنوات الكوردية، عن الخلافات التي تعصف بالمجلس، واتهم الحزب الديمقراطي الكوردستاني- سوريا، بالسعي للسيطرة على المجلس عبر سعيه للاستئثار بمقاعد المستقلين.
وكذلك رأى حاجو أن التحجج في تأخر عقد المؤتمر الرابع للمجلس وربطه ببعد الأعضاء عن بعضهم، غير منطقي لأن التكنولوجيا تطورت كثيراً وبالإمكان عقد المؤتمر ومشاركة غير القادرين عن طريق الانترنت.