بعد انسحاب القوات التركية من عدد من القواعد العسكرية في تل أبيض، والحديث عن حصول تفاهمات بين روسيا وتركيا في قمة سوتشي التي عقدت في الـ 5 من آب الجاري بين الرئيسين الروسي والتركي، بدأت الأسئلة تطرح الائتلاف السوري والفصائل المدعومة من تركيا ومصيرها في حال كانت هناك تفاهمات.
وخلال الأيام الماضية، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان وكذلك أكدت مصادر محلية عدة، أن القوات التركية انسحبت من قاعدتين على الأقل في ريف تل أبيض، تمهيداً لنقلها إلى قوات الحكومة السورية في المنطقة.
وكذلك تحدث وسائل إعلامية عن إمكانية انسحاب تركي مشابه من قواعد في ريف حلب وتحديداً في إعزاز والمنطقة القريبة من باب السلامة الرابط بين تركيا وسوريا.
وترافقت هذه المعلومات مع الحديث عن تفاهمات روسية تركية توصل إليها بوتين وأردوغان في اجتماعهما الأخير الذي عقد في الـ 5 من آب الجاري، حول الوضع في سوريا، وضرورة تفاهم تركيا مع الحكومة السورية.
واليوم تحدثت وسائل إعلام تركية مقربة من حزب العدالة والتنمية بقيادة أردوغان، عن طلب الرئيس الروسي من أردوغان لقاء الرئيس السوري بشار الأسد، وكذلك حديثها عن إمكانية إجراء اتصال هاتفي بين الطرفين في الفترة القادمة.
والسؤال الذي يطرح نفسه: ما هو موقف الائتلاف السوري الذي يتخذ من تركيا مقراً له من ما يجري، وكيف سيتأثر؟
ومنذ تشكيله، احتضنت تركيا الائتلاف السوري وافتتحت له مقرات في مدنها، ووفرت له مختلف أشكال الدعم، واستخدمته لتحقيق مصالحها في سوريا، عبر محاربة الكودر السوريين بها وتوفير مظلة لتدخلها في الشأن السوري.
وفي حال توصلت تركيا إلى تفاهمات مع الحكومة السورية لمواجهة الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، فهذا يعني أن الحكومة السورية ستكون في موقف المنتصر ولن تكون مضطرة لتقديم تنازلات لتركيا فيما يخص الائتلاف، كون أردوغان بحاجة إلى انتصار على الكورد لتأجيج المشاعر القومية لدى الاتراك لاستعادة شعبيته بما يتيح له الانتصار في الانتخابات التي ستجرى العام القادم.
وتدرك حكومة دمشق التي تجمعها تفاهمات عسكرية مع قوات سوريا الديمقراطية، انتشرت بموجبها في المناطق الحدودية من شمال وشرق سوريا، حاجة تركيا إليها، وبالتالي فأن شرطها الأساسي وقبل أي اتفاق مع تركيا سيكون باشتراط إقدام تركيا على خطوات جادة ضد الائتلاف وتعديل اتفاقية أضنة لتشمل الكورد السوريين والفصائل التي كانت في يوم من الأيام موالية لتركيا.
وأمام هذا الواقع، ستكون تركيا مجبرة على التخلي عن الائتلاف في سبيل منع الكورد السوريين من الحصول على حقوقهم حتى لا تكون مجبرة على منح الكورد في تركيا حقوقهم.
والجميع يتذكر كيف أن تركيا تخلت عن الإخوان المسلمين في مصر، من أجل تطبيع العلاقات مع القاهرة، وعليه فأن التخلي عن الائتلاف السوري الذي سيصبح ورقة محروقة لدى تركيا في حال اتفاقها مع الحكومة السورية، سيكون أمراً يسيراً لدى تركيا.
وعليه فإن رفع الغطاء التركي عن الائتلاف ومجموعاته المسلحة سيعبد الطريق أمام الحكومة السورية وإيران وروسيا للقضاء عليهم وإعادة المناطق التي يسيطرون عليها إلى الحكومة السورية وستكون الحدود التركية حينها مغلقة بدون شك أمامهم، وحال الفصائل سيكون: العدو من أمامكم والعدو من خلفكم فأين المفر!!!!!