أعلن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، فجر اليوم الثلاثاء رسميا، القضاء على زعيم تنظيم “القـ.ـاعدة” أيمن الظواهري السبت الماضي بغارة أمريكية، وأن أجهزة المخـ.ـابرات حددت مكانه في وقت سابق من هذا العام، مشيرا إلى عدم إصابة أي أحد من عائلة الظواهري أو مدنيين آخرين في الغارة.
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية عرضت مكافأة تصل إلى 25 مليون دولار لمن يحصل على معلومات حول أيمن الظواهري وإلقاء القبض عليه الذي أشار تقرير للأمم المتحدة في حزيران 2021 أنه كان موجودا في مكان ما في المنطقة الحدودية لأفغانستان وباكستان، وأنه ربما كان ضعيفا للغاية، يبدو أن زعيم “القـ.ـاعدة” شعر بالراحة الكافية مع سيطرة طالبان على أفغانستان للانتقال إلى منزل في العاصمة الأفغانية كابل، حيث كان يظهر بانتظام في العراء على شرفته، في حين أن الإدارة الأمريكية لم تتخلى عن ملاحقته عبر أجهزتها الاستـ.ـخباراتية.
وقال البيت الأبيض إن الرئيس بايدن أصدر قرار استهداف الظواهري في 25 من شهر تموز الماضي، وأن كبار مسؤولي طالبان كانوا على علم بوجود الظواهري في كابل، ووفروا لقيادات القـ.ـاعدة ملاذا آمنا فيها بشكل يخالف اتفاق الدوحة، حيث أن المنزل الذي كان يستضيف الظواهري كان مملوكا لأحد كبار مساعدي سراج الدين حقاني.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن، فجر اليوم، إنه “بعد سنوات من تعقبه، أطلقت القوات المسلحة الأمريكية صاروخين من طراز “هيلفاير” من طائرة مسيرة تحلق فوق العاصمة الأفغانية، وضربت منزل الظواهري الآمن وقتلته”، حيث وصف المسؤولون الأمريكيون العملية بأنها مخططة بدقة مثل تلك التي قتلت بن لادن في مخبئه في باكستان في عام 2011.
وصرح مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية للصحفيين بأنه “منذ عدة سنوات، كانت الحكومة الأمريكية على علم بوجود شبكة قيمنا أنها تدعم الظواهري”، لكن في هذا العام فقط علمت المخابرات الأمريكية أن أسرته وزوجته وابنته وأطفالها قد انتقلوا إلى العاصمة الأفغانية، بحسب ما نقلت “فرانس برس”..
وأضاف المسؤول: “تعرفنا على الظواهري في مناسبات متعددة ولفترات طويلة على الشرفة”، حيث تم تطوير خطة هجوم خلال شهري مايو ويونيو، إذ راقبت الولايات المتحدة باستمرار الإقامة متعددة الطوابق لفهم نمط حياة الأسرة.
وقاموا بدراسة بناء المنزل بهدف ضرب الظواهري دون تهديد السلامة الهيكلية للمبنى، لتقليل المخاطر على المدنيين، كما وضع مسؤولو الدفاع والاستخبارات اللمسات الأخيرة على الخطة في يونيو، وتم تقديمها إلى بايدن بالبيت الأبيض في الأول من يوليو، باستخدام نموذج مفصل للسكن، كما كان يحدث قبل غارة بن لادن.
وشملت الضربة طائرة أمريكية بدون طيار، مسلحة بصاروخين من نوع “هيلفاير” دقيق التوجيه، تم إطلاقهما في الساعة 6:18 من صباح يوم الأحد، بتوقيت كابل، واستهدفت الغارة منزلا في الحي الدبلوماسي قرب السفارة الأميركية في العاصمة الأفغانية كابل وأظهرت الصور تصاعد الدخان من المنزل الذي كان يختبأ فيه زعيم التنظيم.
واردف المسؤول: “إن الظواهري قتل على الشرفة”، في حين يبدو أن الصواريخ لم تكن من طراز “هيلفاير” العادية، والتي كان من الممكن أن تدمر متفجراتها الشديدة المنزل.
مضيفاً “إن واشنطن لم تخطر مسؤولي حكومة طالبان قبل هجوم السبت، وأن مصادر بلاده الاستخباراتية المتعددة على ثقة عالية بأن الظواهري قتل في ضربة كابل، وأن أي عناصر أميركية لم تكن على الأرض خلال تنفيذ الضربة”.
واستطرد المسؤول بالقول ” بأن الظواهري قتل وحده أثناء وجوده في شرفة منزله الذي كان يقطنه مع زوجته وابنته وحفيده”، مشيرا إلى أن التخطيط للعملية بدأ قبل 6 أشهر غير أنه تكثف في الشهرين الماضيين”.
فيما أكد بايدن أن الظواهري كان العقل المدبر لهجمات ضد الأميركيين لعقود، مشيرا إلى أن أفغانستان لن تصبح مجددا ملاذا آمنا لمن وصفهم بـ”الإرهابيين”، في حين أشاد المسؤول أن العملية “توجه ضربة كبيرة للقاعدة، وستضعف قدرة الجماعة على العمل”.
وأضاف أن تحديد موقع الظواهري بدأ حين اكتُشِفت شبكة داعمة له ولتحركاته وصولا إلى انتقاله إلى كابل هذا العام.
بعد إعلان خبر مقتل زعيم القاعدة، قال المتحدث باسم الحكومة الأفغانية ذبيح الله مجاهد إن القوات الأميركية استهدفت منزلا في الحي الدبلوماسي بمنطقة شيربور وسط كابل بطائرة مسيرة.
ونددت الحكومة الأفغانية بالهجوم الأميركي واعتبرته انتهاكا صريحا لسيادة البلاد. وأدانت الحركة الهجوم ووصفته بأنه انتهاك للمبادئ الدولية واتفاق الدوحة.
وفي أول رد فعل رسمي عربي ودولي على إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن مقتل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، أصدرت وزارة الخارجية السعودية بيانا نقلته وسائل إعلام رسمية، رحبت فيه بالنبأ. وقال البيان إن “الظواهري.. يعد من قيادات الإرهـاب التي تزعمت التخطيط والتنفيذ لعمليات إرهابية مقيتة في الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية ودول أخرى وأدت الى مقتل الآلاف من الأبرياء من مختلف الجنسيات والأديان بمن فيهم مواطنون سعوديون”.