دان مجلس الأمن الدولي يوم أمس في بيان صدر عنه بـ”أشد العبارات” الهجوم المدفعي الذي استهدف أحد المنتجعات السياحية في محافظة دهوك، معرباً في الوقت نفسه عن خالص تعازيه لأسر الضحايا وحكومتي العراق وإقليم كوردستان.
وجاء في بيان مجلس الأمن الدولي أن أعضاءه أعربوا عن عميق تعاطفهم وتعازيهم لأسر الضحايا ولحكومة العراق وإقليم كوردستان العراق، وتمنوا الشفاء العاجل والتام للمصابين، كما عبّروا عن دعمهم للسلطات العراقية في تحقيقاتها.
وحث أعضاء مجلس الأمن، بحسب البيان، “جميع الدول الأعضاء على التعاون بنشاط مع حكومة العراق وجميع السلطات المعنية الأخرى دعماً لهذه التحقيقات”.
وذكر البيان أن “أعضاء مجلس الأمن جددوا دعمهم لاستقلال العراق وسيادته ووحدته وسلامته الإقليمية وعمليته الديمقراطية وازدهاره”.
وأودى القصف المدفعي الذي وقع في مصيف برخ الواقع في محيط بلدة دركار التابعة لمدينة دهوك، لفقدان 9 مدنين لحياتهم وإصابة نحو 30 آخرين بجروح متفاوتة بينهم أطفال ونساء.
فيما أكد قائد العمليات المشتركة العراقية أن القصف التركي الأخير تم بقذائف 155 ملم والتي لا تملكها إلا الجيوش الكبيرة.
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد الصحاف، قد أشار في بيان نشرته وكالة الأنباء العراقية: “إن وزارة الخارجية وجهت رسالة شكوى إلى مجلس الأمن والطلب إليه بعقد جلسة طارئة لبحث الاعتداء التركي”.
وتوجّه يوم أمس الاثنين وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، إلى نيويورك، للمشاركة في الجلسة الطارئة التي حددها مجلس الأمن المقررة عقده اليوم الثلاثاء بخصوص “الاعتداءات التركية” على الأراضي العراقية.
فيما كشفت مصادر عراقية عن أن “اللجنة التحقيقية التي زارت موقع الاعتداء في مصيف قرية برخ في دهوك أكدت عبر قرائن قدمها نائب قائد العمليات المشتركة الفريق عبد الأمير الشمري خلال جلسة الاستضافة أن القوات التركية مسؤولة عنه لأن القذائف كانت عيار 155 ملم وأطلقت من مدافع مداها يصل لعشرات الكيلومترات وهذه لا يمكن أن تمتلكها سوى جيوش ما يؤكد تورط الجيش التركي”.
وطالبت الخارجية العراقية في بيان لها بعد القصف المدفعي أن “العـراق يطالـب بانسحاب القـوات التركيـة كـافـة مـن داخـل الأراضي العراقية وإنه يدعو تركيا لحل مشـاكلها الداخليـة بعيـدا عـن حـدود الـعـراق وإلحـاق الأذى بشـعبه، ويطالبهـا بتقــديم اعتــذار رسـمـي عـن هـذه الجريمـة وتعــويض ذوي الشهداء الأبريـاء والجرحى”.
ولفتت الخارجية إلى “أن جميع المؤشرات تؤكد مسؤولية تركيا عن قصف دهوك، ووصفت إنكار أنقرة المسؤولية بأنه “مزحة سوداء”.
وتلقى خبر القصف المدفعي ردود فعل وإدانات واسعة، حيث أدانت الرئاسة العراقية وحكومتها ومجلس الأمن الوطني والغالبية العظمى من الحركات والأحزاب السياسية العراقية، بالمجزرة التي ارتكبتها القوات التركية في دهوك بإقليم كوردستان، في حين انتفض الشعب العراقي وطالب بقطع التعامل مع الدولة التركية.