تحاول الحكومة السورية خلق حالة من الفوضى في منطقة شمال وشرق سوريا، عبر نشر الإشاعات المختلفة وتحريض سكان المنطقة على قوات سوريا الديمقراطية. الملفت للانتباه أن هذه الإشاعات بدأت مع تعيين محافظ جديد للحسكة في خطوة تشابه ما حدث أثناء تعيين المحافظ السابق.
في العشرين من تموز الجاري، أصدر بشار الأسد مرسوماً بتعيين الدكتور لؤي صيوح محافظاً لمحافظة الحسكة بدلاً من ا للواء غسان حليم خليل. والمعروف أن صيوح من مواليد بانياس 1973 حاصل على شهادة دكتوراه بالاقتصاد والعلاقات الدولية، شغل منصب أمين فرع جامعة تشرين لحزب البعث وهو عضو اللجنة المركزية للحزب ذاته.
وما أن صدر مرسوم التعيين، حتى بدأت الإشاعات تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، حول أن الحكومة السورية قادمة إلى المنطقة وستسيطر عليها وأن قوات سوريا الديمقراطية ضعيفة وغير قادرة على حماية المنطقة وما إلى ذلك من إشاعات تهاجم قسد، وحاولت تلك الإشاعات البناء على التفاهمات العسكرية بين قسد وقوات الحكومة السورية لتأدية الجيش السوري مهامه في حماية حدود البلاد.
ولم تقتصر الإشاعات على ذلك، بل بدأت تلك المواقع والصفحات الموالية للحكومة السورية باللعب على الوتر القومي من خلال نشر منشورات تحرض العرب ضد قسد، إلى جانب المعلومات المضللة التي تتهم قسد بارتكاب انتهاكات ضد العرب والدعاية لعناصر تنظيم الدولة الإسلامية الذين يتم إلقاء القبض عليهم بأنهم مواطنون عرب ولا ينتمون للتنظيم وأن اعتقالهم حصل فقط لأنهم عرب.
إلى ذلك، حاولت تلك الصفحات ضرب التنسيق بين قسد والقوات الروسية عبر الادعاء بأن قوات سوريا الديمقراطية حاصرت المقرات الروسية في بلدة عين عيسى دون أن يكون لذلك أي أساس من الصحة، إذ أن التنسيق بين الطرفين في أعلى المستويات بالمنطقة ولم تظهر أية خلافات بينهما.
والملفت للانتباه أن هذه الإشاعات سبق لها وأن خرجت عام 2020 عندما عين الأسد، غسان خليل محافظاً للحسكة، حيث سعى هذا المحافظ لنشر الإشاعات ذاتها والتقى مع بعض الشخصيات المحسوبة على الحكومة السورية ووصفهم بأنهم شيوخ العشائر وحاول عبر تلك الشخصيات المنتمية لحزب البعث تأليب سكان المنطقة ضد بعضهم البعض ولكنه فشل في ذلك.
إن شيوخ العشائر العربية التي كانت مهمشة طيلة سنوات سيطرة الحكومة السورية على المنطقة رأت الحقيقة بعينها وكيف أن قوات سوريا الديمقراطية أعادت لهم هيبتهم كشيوخ عشائر وكيف أن الإدارة الذاتية تتشكل من أبناءهم وهم بأنفسهم من يقودون مناطقهم باختلاف الحكومة السورية التي تعيّن محافظين خارج أبناء المنطقة ليديروهم كما يريدون بعيداً عن عاداتهم وتقاليدهم.