شهدت جلسة البرلمان العراقي ضجيج المناقشات التي كشفت عن معلومات صادمة، وتسريبات من داخل قبة البرلمان وبعيدا عن وسائل الاعلام أفادت بأن الجانب العراقي سجل” أكثر من 22700 انتهاكا تركيا منذ 2018 ضد سيادة العراق، وأن وزارة الخارجية قدمت 296 مذكرة احتجاج على التدخلات التركية.
وبحسب المصادر العراقية فإن القوات التركية تسيطر على أكثر من 100 دونم داخل أراضي إقليم كردستان وتبعد عن الموصل قرابة 22 كيلو متر فقط ولديها 18 قاعدة داخل الأراضي العراقية و 6000 جندي في حين لا يملك العراق سوى قوة صغيرة غير قتالية للمراقبة”.
فيما أكد قائد العمليات المشتركة العراقية ان القصف التركي الأخير تم بقذائف 155 ملم والتي لا تملكها الا الجيوش الكبيرة، على حين كشف وزير الدفاع اثناء جلسة البرلمان عن عدم امتلاك العراق رادار واحد ليحمي حدوده من الاختراق، أما وزير الخارجية فأشار الى تقديم ٢٩٦ مذكرة احتجاج الى السفارة التركية ببغداد.
وكان وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين قد أعلن السبت أن مجلس الأمن الدولي سيعقد يوم الثلاثاء المقبل جلسة طارئة لمناقشة الاعتداءات التركية ضد العراق، لا سيما أن الحادث الأخير يعتبر خرقا واضحا للسيادة العراقية.
وقال حسين، خلال حضوره جلسة للبرلمان التي عقدت بحضور 242 نائبا: إن رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي “وجه بتشكيل لجنة عسكرية وإدارية وسياسية للذهاب الى منطقة القصف الذي أدى إلى مقتل 9 مواطنين وجرح 31 أخرين”.
وأضاف أن “هناك محضر رسمي بين العراق وتركيا موقع من قبل وزير الخارجية العراقي آنذاك طارق عزيز مع نظيره التركي عام 1984 ولمدة سنة واحدة فقط، ويخص السماح لدخول القوات التركية داخل الأراضي العراقية مسافة 5 كيلومترات”.
وذكر أن الجانب العراقي سجل” أكثر من 22700 انتهاكا تركيا منذ 2018 ضد سيادة العراق، ووزارة الخارجية قدمت 296 مذكرة احتجاج على التدخلات التركية وتم إدراجها مؤخرا مع الشكوى المقدمة إلى مجلس الأمن الدولي تجاه تركيا”.
ودعا وزير الخارجية إلى “أهمية إيجاد الطرق الكفيلة في التعامل مع استمرار القصف التركي على الأراضي العراقية، خاصة وأن الحكومة العراقية طالبت تركيا بسحب قواتها العسكرية من العراق لفسح المجال للعمل وفق الخطوات الدبلوماسية والسياسية”، إضافة الى تذكيره بالحاجة إلى موقف من مجلس النواب للتحرك ضد سياسة الوجود التركي في العراق.
وكانت استضافة وزير الدفاع والقادة الأمنيين في مجلس النواب بينت أن التواجد التركي في العراق يرقى لمستوى أن يكون احتلالاً مع تواجد 4 آلاف جندي تابعين لأنقرة في الأراضي العراقية، مستغلة فترة تواجد عناصر تنظيم الدولة الاسلامية وانشغال العراق بالحرب ضدها لتتوغل داخل الأراضي العراقية عشرات الكيلومترات وتقيم قواعد فيها منذ 2015 ولديهم مقرات ونقاط تفتيش والوضع لا يتوقف على الاعتداءات فقط (بحسب مصادر عراقية).
وأشارت المصادر إلى أن “الخطوات الدبلوماسية دعمت بقرار مجلس الأمن عقد جلسة طارئة لبحث الاعتداء وممثلو مجلس النواب يدعمون إخراج القوات التركية من العراق ونشر قوات مشتركة من المركز والإقليم على طول الحدود مع تركيا والتي يزيد طولها عن 300 كم”.
وكشف عن أن “اللجنة التحقيقية التي زارت موقع الاعتداء في مصيف قرية برخ في دهوك أكدت عبر قرائن قدمها نائب قائد العمليات المشتركة الفريق عبد الأمير الشمري خلال جلسة الاستضافة أن القوات التركية مسؤولة عنه لأن القذائف كانت عيار 155 ملم وأطلقت من مدافع مداها يصل لعشرات الكيلومترات وهذه لا يمكن أن تمتلكها سوى جيوش ما يؤكد تورط الجيش التركي”.