ظهر أبو محمد الجولاني زعيم هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، مؤخراً، حاملاً في جعبته مسعاً جديداً يتحدث فيه عن “مشروع سُنيّ”. بعد تواتر ظهوره بلباس مدني، خلال الفترة الماضية، في محاولة منه التملص من صبغة الإرهـ.ـاب عبر إصدار قرارات وإجراءات شكلية منذ عام 2019.
وجاء حديث الجولاني في تسجيل مصور نشرته حكومة “الإنقاذ” الجناح المدني لهيئة تحرير الشام، على صفحتها الرسمية في فيسبوك، ظهر فيه مع مسؤولين في “الإنقاذ”، بمناسبة عيد الضحى.
وقال الجولاني، إنّ مشروع الهيئة ومن خلفها “حكومة الإنقاذ السورية” في منطقة شمالي غربي سورية هو “بناء كيان ومجتمع إسلامي سني ولم يعد ثورة ضد ظلم وطغيان لأن أهل السنّة معرضين لخطر وجودي في سورية”.
وأضاف أن “النظام يعمل على سياسة التهجير واستبدال الهوية السنية بهوية أخرى، من خلال تجنيس عدد كبير جداً من الإيرانيين واللبنانيين من أصحاب الطائفة الشيعية”.
وتسعى هيئة “تحرير الشام” بكل جهدها لنيل القبول والرضى من قبل الولايات المتحدة الأمريكية لإزالة تصنيفها على لوائح الإرهـ.ـاب، وأن تكون حليفاً لها في أي حل سياسي لمستقبل سوريا، وستقبل بأي مكانة توضع بها حتى لو كانت أقل من طموحاتها في سوريا، لأن قياداتها لا يسعون سوى إلى الحصول على المزيد من الأموال.
وبحسب تعبير الجولاني أن “حكومة الإنقاذ هي مرحلة مهمة جداً، من تاريخ الثورة السورية وهي الانتقال من حالة الفوضى التي كانت عليها المناطق المحررة إلى الحالة التنظيمية والقانونية”.
ومطلع أيلول الماضي من عام 2021، تحدث الجولاني عن حلمه برؤية “سوريا مستقبلية شبيهة بأفغانستان”، وقال: “مثلما انتصرت إرادة الشعب في أفغانستان، ستنتصر إرادة الشعب في سوريا أيضاً”.
وجاء حديث الجولاني، حينها، في لقاء مع وسيلة إعلامية تركية، تحدث فيه عن “التنظيم واستراتيجيته القادمة والمقاتلين الأجانب، ووجود القوات التركية في إدلب وغيرها من المواضيع”.
وكانت سياسة الجولاني الأمنية والإدارية قد لاقت، خلال السنوات الماضية رفضاً داخل الشرائح المجتمعية في محافظة إدلب، وما يزال هذا الرفض قائماً حتى الآن، وذلك ما انعكس من خلال المظاهرات الشعبية التي كانت تخرج بصورة متواترة.
وكثر مؤخراً ظهور زعيم هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) أبو محمد الجولاني، باللباس المدني في مناطق سيطرته في إدلب شمال غربي سوريا، وفي مناسبات مختلفة كان آخرها زيارته لمخيمات النازحين شمال إدلب.
ورأى محللون سياسيون، أن تسويق الجولاني، لنفسه على أنه شخص معتدل، يسعى من خلاله لإظهار نفسه على أنه شخصية مدنية تستطيع حكم المنطقة، ويكون له دور في الحكومة السورية.
ونهاية عام 2020 جدد برنامج “مكافآت من أجل العدالة” التابع لوزارة الخارجية الأميركية، إعلانه عن مكافأة نهاية العام 2020 قيمتها عشرة ملايين دولار، لأي جهة أو شخص يقدم معلومات عن مكان “الجولاني” وتحركاته.
وتسيطر هيئة تحرير الشام على أجزاء واسعة من إدلب وأجزاء أخرى من أرياف حماة وحلب واللاذقية، وتدير هذه المناطق مدنياً من خلال جناحها المدني “حكومة الإنقاذ” التي باتت تتحكم بكافة مفاصل الحياة في تلك المنطقة.
وتتمتع “تحرير الشام” بشبكة اقتصادية كبيرة ومعقدة، إذ تُعتبر المعابر الحدودية من أكبر موارد الهيئة، وخاصة معبر باب الهوى الذي يعد البوابة الأبرز التي تغذي الهيئة بالموارد المالية، ولاسيما أنها سيطرت عليه بعد عملية عسكرية أطلقتها ضد “حركة أحرار الشام الإسلامية”، في عام 2017