تظهر قضية المعابر الحدودية بين سوريا ودول الجوار، كورقة ضغط سياسية للقوى المتنافسة فيها، فبعد عقد من الأزمة التي طالتها، يحظى تجديد قرار مجلس الأمن الدولي لأجل إيصال المساعدات الانسانية والذي سيعقد اجتماعه في الـ10 من شهر تموز القادم بأهمية أكبر من أي وقتٍ مضى مع اقتراب انتهاء صلاحيتها، لا سيما وأنّ حياة ملايين الأشخاص، أغلبهم من النساء والأطفال، مرهونة بهذا القرار، الذي يخفي وراءه صراعاً جيوسياسياً بين واشنطن وموسكو وتركيا حيث سيشكل اتجاه حسمه مؤشراً للسنوات المقبلة.
كانت سوريا، بمعابرها الحدودية وممراتها الداخلية قبل الأزمة تعكس حركة نشطة للتبادل التجاري والسياحي على المواطنين لها وللدول المجاورة.
وفيما يلي المعابر أو البوابات الحدودية الفاصلة بين شمال وشرق سوريا وتركيا والتي كانت مفتوحة قبل الأزمة السورية إلا أنها مغلقة من قبل الدولة التركية منذ أكثر من عشرة أعوام، وهي كالتالي:
بوابة القامشلي (بوابة نصيبين) الواصلة بين ناحية نصيبين التابعة لميردين ومدينة القامشلي.
بوابة كوباني (مرشد بينار) الواصلة بين مدينة كوباني ومدينة الرها.
بوابة الدرباسية (شانيورت) الواصلة بين ناحية الدرباسية وناحية قوصر التابعة لمدينة ميردين.
بوابة عين ديوار(جاووش كوي) لم تُستخدم منذ مدة طويلة ويوجد فيها جسر فقط.
-المعابر أو البوابات الحدودية الواقعة تحت نفوذ الدولة التركية والفصائل الموالية لها: كانت هذه المعابر مفتوحة قبل الاحتجاجات السورية إلا أنها أُغلقت مع بدء الحراك الشعبي الكوردي في شمال وشرق سوريا في الـ 19 تموز 2012، وأُعيد فتحها بعد أن خضعت تلك البوابات لنفوذ القوات التركية والفصائل الموالية لها. حيث تمرّر تركيا الجنود الأتراك وعناصر الفصائل الموالية لها وأعضاء الاسـ.ـتخبارات والعربات العسكرية عبر هذه المعابر. كما تعبُر الخلايا النائمة لتنظيم الدولة الاسلامية إلى مناطق شمال وشرق سوريا، وفق مصادر من الإدارة الذاتية ومسؤولين أمريكيين وهي:
معبر جرابلس(قرقميش) الواقع بين مدينة غازي عنتاب وجرابلس.
بوابة سري كانيه(جيلان بينار) الواقعة بين مدينة الرها وسري كانيه.
بوابة كري سبي(أقجة قلعة) الواقعة بين رها وكري سبي.
بوابة الراعي التابعة للباب(جوبان بي) الواقعة بين مدينة كلّس ومدينة الباب.
معبر باب السلامة في إعزاز(أونجو بينار) الواقع بين مدينة إعزاز وكلّس.
معبر الإصلاحيّة (إكبز) الواقع بين هاتاي وعفرين.
معبر باب الهوى(جيل فاكوزو) الواقع بين إدلب وهاتاي.
معبر عزمارين(كاربياز) الواقع بين هاتاي وأدلب.
-المعابر الواقعة بين تركيا والحكومة السورية:
معبر كسب (يايلا داي) الواقع بين مدينة هاتاي ومدينة اللاذقية. تأسس عام ١٩٨٨. وسيطرت عليها الفصائل الموالية لتركيا عام ٢٠١٤. وبعد أن تمكنت قوات الحكومة السورية من استعادتها، قامت الدولة التركية بإغلاقه من جهتها وهو لا يزال مغلقاً إلى الآن.
-المعابر الواقعة بين الحكومة السورية والإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا هي:
معبر الطبقة يصل بين مدينة الطبقة ومناطق الحكومة السورية وهو معبر تجاري.
معبر عكيرشي يصل بين مدينة الرقة ومناطق الحكومة السورية.
معبر أبو العاصي يصل بين مدينة الطبقة ومناطق الحكومة السورية.
معبر السبخة يصل بين مدينة الرقة ومدينة الدير الزور.
معبر التايه يصل بين مدينة الرقة ومناطق الحكومة السورية. وهو معبر تجاري، ويسلكه المواطنون أيضاً.
معبر الصالحية يصل بين مدينة دير الزور ومناطق الحكومة السورية.
المعابر الواقعة بين الفصائل الموالية لتركيا والإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، تُفتح هذه المعابر وتُغلق بتعليمات من الدولة التركية، والمواد التي تمرّر عبر هذه المعابر هي فقط القادمة من تركيا، ويمنع إدخال المواد الغذائية والأدوية والمستلزمات الطبية إلى مناطق شمال وشرق سوريا عبرها، وهذه المعابر مغلقة الآن، وهي:
معبر أم جلود(حمران) يصل بين منيح وجرابلس.
معبر عون الدادات يصل بين منبج وجرابلس.
المعابر الواصلة بين حكومة إقليم كوردستان والإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا هي:
بوابة الوليد الحدودية، وتصل بين مدينة ديريك وإقليم كوردستان. وتبعد ٣٥ كم عن معبر سيمالكا الحدودي، وتقوم إدارة بوابة فيش خابور التابعة للحزب الديمقراطي الكوردستاني بإدارة بوابة الوليد. وافتتحت بوابة الوليد قبل أربعة سنوات لنقل مواد البناء كالإسمنت والحديد، بعد أن أغلق الحزب الديمقراطي الكردستاني معبر سيمالكا الحدودي في ١٦ من كانون الأول الماضي قام بإغلاق بوابة الوليد أيضاً.
معبر سيمالكا (فيش خابور) يصل بين مدينة ديرك وإقليم كردستان. افتُتح عام 1991، وأغلق من عام 2004 حتى بدء الحراك الشعبي الكوردي في شمال وشرق سوريا في الـ 19 تموز 2012. ثم أُغلق عدة مراتٍ بعد الحراك الشعبي بحيث استمر الإغلاق أشهراً. وينقل عبر هذا المعبر المواد الغذائية والأدوية. والمعبر مغلق منذ 15 من شهر كانون الأول الماضي وحتى الآن.
معبر تل كوجر(اليعربية) يقع في ناحية تل كوجر ويقابل بوابة الربيعة الواقعة في محافظة نينوى. معبر تل كوجر هو ثاني أكبر معبر يصل بين سوريا والعراق. وخلال عام 2020، وفي خضم الاستجابة لجائحة كوفيد-19 اغلق معبر اليعربية (تل كوجر) أمام تدفق المساعدات الإنسانية إلى مناطق شمال وشرقي سوريا بسبب الفيتو الروسي- الصيني. وأسفر عدم التجديد لآلية إدخال المساعدات الإنسانية عبر معبر اليعربية الحدودي عن معاناة إنسانية كبيرة.
وفي 10 من تموز عام 2021 استخدمت روسيا والصين حق النقض الفيتو للمرة الثالثة لمنع إدخال المساعدات الإنسانية إلى المنطقة عبر هذا المعبر. وهو مغلق منذ ذلك الحين وإلى الآن. وأصبحت روسيا والصين شريكتين في الحصار المفروض على المنطقة.
حيث في عام 2014، سمح مجلس الأمن الدولي بعبور المساعدات إلى سوريا عبر أربع نقاط حدودية لا تخضع للحكومة السورية، لكنه ما لبث أن قلصها مطلع عام 2020، بضغوط من روسيا والصين، وأزالت معابر باب السلام واليعربية والرمثا من قائمة نقاط العبور الحدودية المعتمدة للمساعدات الإنسانية لتقتصر على معبر باب الهوى الواقعة تحت نفوذ الدولة التركية والفصائل الموالية لها، الذي يعتبر حاليًا حبل النجاة بالنسبة لمحافظة إدلب، حيث من المتوقع أن تستخدم روسيا حق النقض فيتو لأجل إغلاقها فيما صرحت إحدى الدبلوماسيات النروجيات على تلميح إلى استعداد غربي للمشاركة في مشاريع لإعادة الإعمار في سوريا، الأمر الذي يشير إلى إمكانية حصول مقايضة في هذا المجال توافق بموجبها موسكو على تمديد آلية إيصال المساعدات عبر الحدود مقابل زيادة المشاريع التنموية التي يمولها الغرب في هذا البلد.
وجدد مسؤول دبلوماسي في الإدارة الذاتية، مطالباتهم بإعادة فتح معبر اليعربية الواصل بين سوريا والعراق، وقال فنر الكعيط، نائب الرئاسة المُشتركة في دائرة العلاقات الخارجية للإدارة الذاتية “لا يقل عدد سكان شمال وشرق سوريا عن خمس ملايين نسمة، إضافة لأعداد لقاطنين في المخيمات كـ “الهول وروج” والمساعدات قليلة مقارنة بالأعداد المتزايدة للنازحين”.
وحمّل “الكعيط” الدول المعنية مسؤولية “إيجاد حل” في حال تعذر وجود تفاهم روسي – أميركي، حول المعابر السورية، بهدف إيصال المساعدات إلى مُستحقيها.
وطالبت روسيا خلال مباحثات إستانة التي عقدت الأسبوع المنصرم، بنقل المساعدات عن طريق الحكومة السورية، وإنهاء تحكم الولايات المتحدة الأمريكية بعدد من المعابر في سوريا.
الأمر الذي لم يشكل تفاءل لدى المسؤول في الإدارة الذاتية بفكرة إيصال المساعدات عن طريق دمشق، كونه “لا يصب بمصلحة سكان شمال وشرق سوريا، إذ سيحرمهم منها، وهم في أمس الحاجة إليها”، بحسب قوله.
ومع إغلاق معبر اليعربية (تل كوجر) بين سوريا والعراق، منذ عامين، تواصلت لجنة العلاقات الخارجية مع الدول المعنية في الاتحاد الاوروبي وغيرها، لتوضح مدى الضرر الذي لحق بالمنطقة، وفق “الكعيط”.
وتعد كل من الدولتين النرويج وهولندا مسؤولتان في الأمم المتحدة عن المفاوضات بشأن الآلية العابرة للحدود، ومع اقتراب موعد التصويت على تمديد الآلية التي ينتهي العمل بها في العاشر من شهر تموز، تضغط روسيا في مجلس الأمن الدولي لوقف العمل بها، لتصبح بذلك كل معابر المساعدات إلى سوريا مقفلة، باستثناء تلك الخاضعة لنفوذ الحكومة السورية.
وتؤمن قوافل الأمم المتحدة العابرة للحدود مساعدات غذائية وطبية ومستلزمات ضرورية من دون الحصول على موافقة من دمشق.
وتدعو منظمة أطباء بلا حدود الأعضاء الدائمين وغير الدائمين في مجلس الأمن الدولي إلى تجديد قرار مجلس الأمن بعبور المساعدات عبر الحدود، بالإضافة إلى إتاحة مرور المساعدات من معبر باب السلام في الشمال الشرقي من البلاد ومعبر اليعربية في الشمالي الغربي منها. فالمعابر الحدوديّة تبقى المسار الإنساني الوحيد الصالح لتلبية الاحتياجات المتزايدة في الشمال السوري.