أصدرت قوى وطنية وشخصيات سورية معروفة في الأوساط التي تعيش فيها، بياناً مشتركاً من أجل وقف تهديدات الحرب والعنف في الشمال السوري، وأكدت أن الحل يكون عبر الحوار الكوردي الكوردي والكوردي العربي والكوردي التركي.
وقال البيان: “تعرضت بلادنا سوريا لضربات متعددة في سنوات العقد الماضي، أوصلتنا إلى حالة الكارثة التي نعيشها حالياً: من قتل وإعاقة مليون مواطن ومواطنة على الأقل، ومئات الألوف من المعتقلين والمعتقلات والمفقودين والمفقودات، وتشريد نصف السكان، إلى دولة هشة وفاشلة، منقسمة إلى عدة أقسام وتكاد تتفتت بكلّ مقوماتها”.
وأضاف البيان: “يتهدّد بلادنا الآن خطر داهم قد ينهيها ويجعل لملمتها حلماً صعباً وربّما مستحيلاً، إذا نفذت الحكومة التركية تهديداتها، وشنّت عمليتها العسكرية أو حربها الخامسة في الشمال لاستكمال ما تسمّيه” المنطقة الآمنة”، التي تمتد على طول الحدود بعمق ٣٠ كيلومتر، تشمل- من ثمّ- جميع المدن والبلدات هناك، التي يلاصق معظمها خط الحدود ذاك”.
وأكد البيان أن هنالك تفهّماً جيداً للحرص التركي على “الأمن القومي” من أصدقاء وخصوم الحكومة التركية في سوريا كما هو في تركيا، وهو مطلب يرى الجميع إمكانية تحقيقه من خلال الحوار والتفاوض، لتبديد الهواجس وتطوير الضمانات للجميع. لا نرى في محاولات قرع طبول الحرب وحلّ المسألة من خلال العنف وبواسطته إلّا مفاقمة وتأسيساً لحالة عداء لا يريدها السوريون والسوريات بكلّ انتماءاتهم؛ اللاجئون واللاجئات منهم الذين وجدوا في استقبال تركيا شعباً وحكومة لهم ولهن كلّ الخير منذ وصلوا هاربين وهاربات من مجازر النظام الاستبدادي وعنفه المطلق؛ أو الباقون والباقيات في شمال البلاد عرباً كانوا أم كرداً أم سريان وتركمان أم غير ذلك.
ولفت البيان أنه لن يكون لتنفيذ المخطط المعلن لإعادة مئات الآلاف من اللاجئين واللاجئات وتوطينهم على الحدود في مُجمّعات سكنية مرتجلة ذلك التأثير الذي تبتغيه الحكومة التركية أساساً، لأنه سوف يزيد من حدّة التناقضات الاجتماعية في سوريا قريباً من الحدود، ويكرّر تجارب للهندسة الديموغرافية أصبحت من التاريخ، ولا يمكن أن ينجح تكرارها بما أحدثته من كوارث ما زال العالم يهتزّ من آثارها.
وأضاف البيان: “نحن ندعو للجنوح إلى السلم، وإلى الحوار والتفاهم والالتزام بالشرائع الدولية من القانون الدولي إلى لوائح حقوق الإنسان. هذا الطريق الصحيح لحلّ المسألة الكردية عن طريق الحوار الكوردي- الكوردي والكوردي- العربي والكوردي- التركي؛ وهو صحيح أيضاً وأيضاً لحلّ القضية السورية؛ بل هو الطريق الوحيد الممكن إلى أيّ مستقبل آمن وحضاري”.
وأكمل البيان: “نحن الموقعون والموقعات أدناه من قوى وطنية وشخصيات عامة:
نطالب الحكومة التركية بالتراجع عن طريق الحرب والخراب؛
كما نطالب شعوب العالم وأحراره بالانضمام إلينا فيما ندعو إليه،
ونتوجّه إلى الأمم المتحدة والتحالف الدولي لمحاربة الإرهاب والاتّحاد الأوروبي من أجل القيام بكلّ ما من شأنه منع الكارثة المحدقة ببلادنا”.