بعيداً عن عدسات الإعلام، تجري منذ مدة مفاوضات بين قوات سوريا الديمقراطية والحكومة السورية، برعاية روسية، من أجل التوصل إلى تفاهمات دائمة وصولاً إلى حل للأزمة السورية.
وتقول أوساط مقربة من الطرفين، أن هناك المفاوضات الجارية بين قسد والحكومة السورية، برعاية روسية، بدأت منذ العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، حيث تحاول روسيا تقريب وجهات النظر بين الطرفين بهدف الوصول إلى تفاهمات مشتركة حول النقاط الخلافية بين الطرفين، في ظل وجود تفاهم بينهما في الكثير من النواحي الخدمية التي تمس حياة المواطنين بشكل مباشر.
وتؤكد المصادر أن هذه المساعي هو من أجل إيجاد حل للملف السوري من أجل تحييده وسحب الورقة من أيدي تركيا ومن خلفها حلف الناتو والولايات المتحدة الأميركية في حال أرادت هذه الأطراف الضغط على روسيا في الملف الأوكراني وتوتير الأوضاع في سوريا من أجل الضغط على روسيا.
وتشير المصادر، أن الحكومة السورية حليفة موسكو، تأخذ الموضوع هذه المرة على محمل الجد خلاف المرات السابقة التي لم تكن فيها جدية، فهي تدرك إن خسارة الحليف الروسي وإشغاله في الملف الروسي سيزيد من الضغط عليها، خصوصاً أن هناك تعثراً في الملف النووي الإيراني وتكاد الأطراف المتحاورة حوله تصل إلى طريق مسدود، ما يشير إلى زيادة الضغط على إيران وحشرها في الزاوية، علماً أن إسرائيل تواصل غاراتها على سوريا وكان آخرها على مطار دمشق الدولي ما أدى لخروجه عن الخدمة.
وأوضحت المصادر، أنه ليس هناك أي ارتباط بين هذه المفاوضات وما يجري الحديث عنه من استعداد تركي لشن هجمات جديدة على شمال وشرق سوريا، خصوصاً أن تركيا لم تحصل على الضوء الأخضر الروسي المتواجد في الجبهات مع تركيا رفقة قوات الحكومة السورية، وكذلك من أميركا التي تخشى من أن يؤدي أي هجوم تركي وعدم إيقافها له إلى ترك قوات سوريا الديمقراطية التعامل معها وهذا ما سيؤدي إلى خسارة بايدن وحزبه الديمقراطي لانتخابات مجلس الشيوخ القادمة، إضافة إلى خسارة تموضعها في سوريا.
ومن شأن التوصل إلى اتفاق مستدام بين قسد وقوات الحكومة السورية أن يفتح الطريق للطرفين للتعاون معاً في المجال العسكري، لإعادة تحرير المناطق التي تسيطر عليها تركيا والفصائل الموالية لها سواء في غرب الفرات أو شرقه، مستفيدين من قوة سلاح الجو الروسي، وفي هذه الحالة فأن أميركا لن تستطيع تقديم الدعم لتركيا لأنها ستكون قد فقدت حليفها قسد على الأرض وهي لن تدخل في حرب مع روسيا بشكل مباشر من أجل إرضاء طموحات أردوغان بالسيطرة على الأراضي السورية.