تحتضن مناطق الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا نحو 13 مخيم تتضمن المهجرين قسراً من البلدات والقرى الواقعة تحت سيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها، النازحين العراقيين والنازحين من عدة مناطق أخرى من سوريا، وفي ظل تهديدات الرئيس التركي أرودغان بشن هجوم عسكري على مناطق شمال وشرق سوريا، الأمر الذي سيخلّف معه وقوع كارثة إنسانية كبيرة فتلك الأماكن التي تشكل مأوى لهم ستخرج عن الخدمة بالإضافة إلى زيادة أخرى لعدد النازحين من المناطق الحدودية المحاذية للفصائل التركية والتي تتعرض بشكل يومي لعمليات القصف، ناهيك عن إنفجار القنبلتين الموقوتتين في كل من مخيمي روج والهول والتي تضم أسر عناصر تنظيم الدولة الإسلامية التي تبحث عن أي فرصة لإعادة إحياء دولته من جديد.
وقال القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي في إشارة منه إلى تأثير الهجوم على تلك المخيمات بالقول” في حال حدث أي هجوم واسع ستخلف كارثة وفاجعة إنسانية، الآن في مناطق شمال وشرق سوريا المحاذية للحدود التركية التي يقول أردوغان أنه سيقوم بعمليات عسكرية ضمنها، يوجد أكثر من نصف مليون نازح من داخل سوريا”.
مضيفا “في منبج وحدها يوجد أكثر من 300 ألف نازح وفي إقليم الجزيرة هناك مئات الآلاف من النازحين، نازحوا عفرين متواجدون في الشهباء وتل رفعت وهناك أيضاً الملايين من السكان الأصليين في المنطقة وفي حال حدث الهجوم ستحدث موجة نزوح كبيرة وبشكل مختلف هذه المرة، إذ في المرات السابقة كانت هناك مناطق تأوي النازحين لكن هذه المرة لن تكون هناك أماكن تأوي النازحين لذلك نريد أن نحل هذه المسألة عن طريق الحوار لأننا لسنا مع الحرب وحتى موضوع المناطق المحتلة نريد حلها عن طريق الحوار”.
وبلغ عدد المخيمات في مناطق شمال وشرق سوريا 13 مخيماً، 4 مخيمات في إقليم الجزيرة التي تحتضن أكبر عدد من النازحين واللاجئين، وهي” العريشة ،نوروز، سري كانيه، وواشو كاني”. إضافةً لأثنان من مخيمات عوائل تنظيم الدولة الإسلامية في كل من الهول وروج.
وفي مناطق الشهباء، يوجد 5 مخيمات، وهي” مخيم برخدان، سردم، العودة، عفرين والشهباء”، بالإضافة إلى انتشار 105 ألف من المهجرين في القرى والبلدات منطقة الشهباء وقرى ناحية شيراوا.
وهناك مخيم لمهجري كري سبي، الذي أنشأ بعد سيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها على مدينة كري سبي، وذلك في بلدة تل السمن جنوب مدينة الرقة، بالإضافة لمخيم” محمودلي” في مدينة الطبقة.
وفي مدينة منبج أنشئ مخيمين لاحتضان النازحين الفارين من ريف حلب وإدلب.
في حين أنشئت الإدارة الذاتية عام 2014 مخيمات لاستقبال النازحين الإيزيدين الفارين من مجازر تنظيم الدولة الاسلامية بحقهم في شنكال، إضافة لمخيمات الفارين من تنظيم الدولة الاسلامية في الرقة والطبقة ومنبج ودير الزور.
مخيم هول
مخيم الهول يقع على المشارف الجنوبية لبلدة الهول في مدينة الحسكة شمال سوريا، بالقرب من الحدود السورية العراقية، ويعد مخيم الهول من أكبر المخيمات والذي يحتضن 60 ألف نازح ولاجئ من مختلف الجنسيات أغلبهم من الجنسية العراقية وهم 30 ألف عراقي، وبالإضافة إلى عشرات الآلاف من عوائل تنظيم الدولة الإسلامية.
وأُنشئ المخيم في الأصل لإيواء اللاجئين العراقيين في أوائل عام 1991 خلال حرب الخليج الثانية، وأُعيد فتحه لاحقًا بعد تدفق المهاجرين العراقيين إلى سوريا عقب حرب العراق عام 2003، كواحد من ثلاثة مخيمات على الحدود السورية العراقية.
في بداية عام 2019، احتوى المخيم على حوالي مئة ألف شخص، ثمّ زاد حجمه بشكل كبير مع الهزائم المتتالية لتنظيم الدولة الإسلامية بحلول أبريل 2019، قُدّرَ عدد سكان المخيم بـ 74000. وكان المخيم تحت حراسة 400 مقاتل من قوات سوريا الديمقراطية.
ويعتبر مخيم الهول المكان الأكثر خطورة، حيث ينتشر التعصب الديني ويُقتل كل من يعارض الأفكار المفروضة وخاصة بعد أحداث سجن الصناعة بدأت الخلايا النائمة لتنظيم الدولة الاسلامية بزيادة حركتها وأصبحت تستهدف المواطنين الذين لا يدعمونها. كما ترتكب أسر التنظيم في المخيم نفسه جرائم قتل بحق كل من يعارضها وهم يحصلون على الدعم من خارج المخيم. وفي ظل كل هذا، لا يزال المجتمع الدولي صامتاً ولا يسعى إلى إيجاد حل لهذه المشكلة.
ووفق إحصائيات عام 2021 تبين وجود 126 حالة قتل حدثت داخل المخيم بطرق مختلفة وبمختلف أنواع الأسلحة.
وحثت الأمم المتحدة جميع الحكومات الأخرى على أن تتبع نهج العراق باستعادة مواطنيها مع الحفاظ على التدابير المناسبة للعدالة والمساءلة بما يتماشى مع القانون الدولي.
مخيم روج
أما مخيم روج فهو الجزء الثاني أو المشابه لمخيم الهول شرق سوريا، ويقع المخيم في ريف مدينة (ديريك)، وتقطنه نحو 800 عائلة، ويضم 2500 شخص، جميعهم من النساء والأطفال، بينهم لاجئات عراقيات ونازحات سوريات، إضافة إلى عائلات أجنبية لعناصر تنظيم الدولة الاسلامية من جنسيات غربية وعربية، ومن دول الاتحاد الروسي.
مخيم واشو وكاني
بدأت الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا في إنشاء “مخيم واشوكاني” بالقرب من قرية توينة غربي مدينة الحسكة على مساحة 670 دونما، لاستقبال الفارين من قصف الجيش التركي والفصائل الموالية لها.
ويستوعب المخيم أكثر من 2600 عائلة، حيث سيبدأ في استقبال النازحين إليها من مناطق الاشتباكات في ريف تل تمر والمناطق الأخرى تدريجياً، فيما بلغ عدد الأسر النازحة إلى أكثر من 100 أسرة.
مخيمي سردم وبرخدان
ويقطن مهجرو عفرين في المنازل شبه المدمرة، وفي 5 مخيمات موزعة في قرى منطقة الشهباء وناحية شيراوا، وتتوزع هذه المخيمات بالشكل التالي “برخدان في قرية فافين ـ سردم في قرية تل سوسن بمنطقة الأحداث، عفرين في ناحية شيراوا، مخيم العودة في قرية الزيارة، ومخيم الشهباء في قرية كشتعار”.
يحتضن مخيم برخدان نحو 2500 مدني من أهالي عفرين، في حين يحتضن مخيم سردم على 400 خيمة والتي أنشأت في قرية تل سوسين بناحية أحرص