بعد الحديث عن سحب روسيا بعض قواتها من سوريا للمساعدة في تعزيز جنودها في أوكرانيا منذ أكثر من أسبوعين وأن القواعد الجوية الروسية، التي سيتم إخلاؤها بانسحاب هذه القوات، ستسلم إلى الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني، الأمر الذي جعلت تركيا تتحرك وتعلن بأنها بصدد قيام عمل عسكري يستهدف شمال وشرق سوريا بحجة تأمين حدودها وإقامة المنطقة الآمنة لإعادة اللاجئين السوريين.
لم يمر وقتٌ طويل حتى بعثت روسيا رسائل وإشارات عديدة لأنقرة مفادها «ليس مسموحًا ببدء أي عملية عسكرية تركية شمال سوريا»
الرسائل الروسية لأنقرة جاءت على محورين، المحور الأول من خلال تحذير المسؤولين الروس لها، حيث حذر يوم أمس وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أنقرة من خرق ما اتفق عليه الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان.
وشدد لافروف على أن الأمور، كما يرى الجميع، لا تسير على ما يرام، في إشارة واضحة إلى مساعي تركيا لاستغلال انشغال روسيا بالحرب في أوكرانيا والعمل على خلق واقع جديد من بوابة ما بات يعرف بالمنطقة الآمنة.
لافروف أكد أن روسيا لا يمكنها أن تقف جانبًا حيال ما يجري من تطورات في سوريا، وهو ما يعني أنها لن تسكت عن التطورات الجارية.
كما تطرق لافروف، أن القوات الروسية باقية في سوريا لأنها موجودة هناك بطلب من حكومتها الشرعية، مؤكداً دعم بلاده للحكومة السورية وأنها ستدعم القيادة السورية في جهودها لاستعادة وحدة الاراضي السورية بشكل كامل.
على المحور الآخر كانت الرسائل الروسية على الأرض قوية أيضًا، حيث لم تهدأ سماء منطقة شمال وشمال سوريا من تحليق الطائرات الحربية والمروحيات على امتداد الحدود مع تركيا ابتداءًا من منطقة القامشلي وعامودا والدرباسية الحدودية مع تركيا شمالي الحسكة وصولا إلى ريف ابو راسين زركان شمال غربي الحسكة، إلى جانب تحليق الطيران الحربي الروسي فوق سماء منطقة الشهباء وأعزاز ومرورًا بجرابلس ومارع.
في سياق متصل أجرت القوات الروسية دورية مشتركة يوم الجمعة الفائت ضمت قوات من الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية وسط حماية جوية من الطيران الروسي، جولة لتفقد الأوضاع العسكرية والميدانية بدءً من نقاط تمركز قوات الحكومة السورية على طول الحدود بريف درباسية الشرقي والغربي، وصولا إلى ريف أبو راسين / زركان، حيث تعتبر هذه الدورية نادرة بين تلك القوات.
ونفذت طائرة حربية روسية غارة بصاروخ جو-جو، يوم أمس السبت في أجواء مدينة مارع ضمن المناطق الخاضعة للنفوذ التركي بريف حلب الشمالي، تزامنا مع تحليق طائرة روسية أخرى في الأجواء المحاذية لمناطق نبع السلام.
وفي الـ 27 من أيار الحالي هبططت طائرتين حربيتين و6 مروحيات للقوات الروسية في مطار القامشلي في ريف الحسكة.