تشهد العلاقة بين إيران وسلطات الإقليم توترا متصاعدا بسبب طموحات الإقليم في تصدير الغاز إلى تركيا وأوروبا والذي ترى إيران أنه ستكون له تأثيرات سلبية على صادراتها، حيث اتخذ التصعيد بين إيران وإقليم كردستان في شمال العراق منعطفا جديدا، مع دخول المجموعات الموالية إلى طهران بقوة في المشهد، في مقابل صمت لافت من الحكومة الاتحادية في بغداد، وكما أن موقف الحزب الديمقراطي الكردستاني من العملية السياسية في العراق كان له الشأن بتصعيد التوتر مع طهران.
وكانت فوكس بريس قد نشرت منذ مدة عن زيارة غير معلنة قام بها رئيس حزب الديمقراطي الكردستاني مسعود برزاني الى طهران في الفترة بين 16و17 أيار الجاري، حيث كشف آنذاك مصدر من مكتب الحزب أن “الهدف من زيارة برزاني هو تمهيد الطريق أمام مبادرته لإعلان القرار المتعلق بحل مشاكل العراق وإقليم كردستان خلال الأيام المقبلة، إلى جانب الحوار والنقاش حول الموضوع الأمني بين طهران وهولير”.
ووجهت ما تسمى “الهيئة التنسيقية للمقاومة في العراق” التي تضم مجموعات موالية لإيران أبرزها كتائب حزب الله العراقي وعصائب أهل الحق، تحذيرات للسلطات في إقليم كردستان من “أي محاولة لإيقاد النار”، مشددة على أن “تلك النيران سترتد على تلك السلطات وتحرقها قبل غيرها”.
وذكر بيان للتنسيقية أنه “في خضم المواقف المتشنجة تجاه سير العملية السياسية في العراق، والتي ألقت بظلالها على الوضع الاقتصادي والاجتماعي للبلد، في وسط هذه الأزمة التي زادت من معاناة شعبنا، رصدنا عمليات تدريب لمجاميع مسلحة في إقليم كردستان العراق برعاية مسرور بارزاني، فضلا عن تحركات مشبوهة من أدوات داخلية لعملاء الخارج، هدفها إشاعة الفوضى والاضطراب والتخريب، وتمزيق وحدة الشعب العراقي، والنسيج المجتمعي، ببصمات صهيونية واضحة”.
وأضاف البيان “نُعلمُ سلطات كردستان أن سعيها والنار التي يحاولون إيقادها سترتد عليهم وتحرقهم قبل غيرهم، ولن ينالوا حينها سوى الخيبة والخسران”.
وعقب التهديدات التي أطلقتها التنسيقية، أصدر مجلس أمن إقليم كردستان، وهو أعلى جهة أمنية في الإقليم؛ بيانا حذّر فيه من أن “أي عدوان على إقليم كردستان سيكون له ثمن باهظ”.
وذكر البيان أن “مجموعة غير شرعية تسمى لجنة تنسيق المقاومة العراقية، والتي من الواضح أنها مدفوعة من جهة معينة، وجهت في بيان عددا من الاتهامات التي لا أساس لها ضد إقليم كردستان وتهدده”.
مشيرا إلى أن “هذه المجموعات غير الشرعية تشكّل تهديدا لسيادة العراق وأمنه، وهم الذين مهدوا الطريق لنمو الإرهاب والأفكار المتطرفة، وأن الجيش العراقي وقوات البشمركة يعملان سوية ضد الإرهابيين وهذه الجماعات المنخرطة في المؤامرات والفوضى والدمار”.
وكانت إيران قد شنت هجومين على مواقع مدنية في أربيل منذ نيسان الماضي تارة بذريعة وجود مكاتب إسرائيلية، وتارة بحجة وجود مجاميع إرهابية، وقد تسبب الهجومان في انتقادات واسعة لها في الداخل العراقي، الأمر الذي دفعها، وفق مراقبين إلى إلقاء كرة النار إلى وكلائها في الساحة العراقية، ليسهل عليها لاحقات الابتعاد من أي مسؤولية.
مشاركة المقال عبر